سوريا ما بعد الأسد- تساؤلات، ترقب، ومستقبل على المحك
المؤلف: منى الدحداح10.27.2025

سقوط نظام الأسد في سوريا، الذي تجسّد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، يمثل منعطفاً تاريخياً بالغ الأهمية في مسار البلاد. فبعد أعوام طوال من الاستبداد والطاحنة، استطاعت فصائل المعارضة، بقيادة أحمد الشرع (الجولاني)، فرض سيطرتها المحكمة على دمشق، مما اضطر بشار الأسد إلى مغادرة البلاد قسراً واللجوء إلى منفى اختياري في الخارج.
لاشك أن زوال هذا النظام كان له وقعٌ عميق على نفوس الجميع، وكأنه حلم طال انتظاره وأخيراً تحقق، إلا أن الطريقة التي سقط بها أثارت سيلاً من التساؤلات العميقة والترقب الحذر لدى قطاع عريض من السوريين والإخوة العرب.
ومن أبرز هذه التساؤلات المحورية:
ما السر وراء اختيار أحمد الشرع تحديداً؟ ولماذا تراجعت أمريكا فجأة عن موقفها السابق ولم تسارع إلى اعتقاله، بل إن قناة C.N.N الأمريكية كانت في طليعة وسائل الإعلام التي أجرت مقابلة مطولة مع الجولاني؟
من أعطى الأوامر الصريحة للجيش السوري بالتنحي جانباً وعدم المقاومة والاستسلام دون قتال؟
ما الأسباب التي دفعت روسيا، الحليف الأوثق لنظام بشار الأسد، إلى سحب قواتها من الأراضي السورية؟
ولماذا أخذت تركيا على عاتقها دوراً محورياً في تسهيل دخول الجولاني إلى سوريا وتقديم الدعم اللوجستي له؟
في عالم السياسة المعقد، تبقى النتائج هي الفيصل، والنتائج جلية وواضحة للعيان:
- تركيا، تحت القيادة الرشيدة لأردوغان، ستجني ثماراً وفيرة من خلال الاستفادة من تدفقات الغاز والاستثمارات القطرية السخية، وتعزيز مواقعها الاستراتيجية على الحدود الشمالية مع سوريا.
- روسيا ستستعيد أراضٍ ذات أهمية حيوية في أوكرانيا وستحافظ على قواعدها العسكرية الراسخة في سوريا.
- إسرائيل حققت هدفاً استراتيجياً يتمثل في إضعاف شوكة المقاومة الفلسطينية واللبنانية وتعزيز قبضتها المحكمة على هضبة الجولان المحتلة.
- أوروبا سوف تستأنف تدفقات الغاز الطبيعي عبر الأراضي السورية.
- الولايات المتحدة الأمريكية ستضع حداً للمشروع الصيني الطموح: طريق الحرير الجديد.
- الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة ترمب ستعمل جاهدة على إحياء اتفاقيات أبراهام.
وتخوفاً من عودة نظام مستبد مماثل للنظام السابق، أو نظام يتبنى نموذج حكم متشدد مستلهم من فكر قمعي إرهابي وامتداده إلى دول عربية أخرى، سارعت الدول العربية الشقيقة يوم السبت الموافق 14 كانون الأول/ديسمبر 2024 إلى عقد اجتماع عاجل في مدينة العقبة الأردنية، لأعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية المعنية بسوريا، والتي تضم في عضويتها كلاً من: الأردن، والمملكة العربية السعودية، وجمهورية العراق، والجمهورية اللبنانية، وجمهورية مصر العربية، والأمين العام لجامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر.
وقد أكد المجتمعون خلال اللقاء، على الأهمية القصوى لدعم عملية انتقالية سلمية شاملة في سوريا، تحتضن جميع القوى السياسية والاجتماعية، بما في ذلك المرأة والشباب والمجتمع المدني، بصورة عادلة ومنصفة، ويجب أن تتم هذه العملية برعاية كريمة من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وفقاً لمبادئ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 وأهدافه وآلياته الواضحة.
كما تم التشديد على ضرورة حشد الجهود وتضافرها لمكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون الوثيق في محاربته، نظراً لأنه يمثل تهديداً وجودياً لسوريا ولأمن المنطقة والعالم بأسره، مما يجعل مواجهته والقضاء عليه أولوية مشتركة لا تحتمل التأخير.
وفي الختام، يبقى القلق الذي يساور السوريين والعرب على مستقبل سوريا بعد سقوط نظام الأسد مبرراً ومفهوماً تماماً. إن التعامل الفعال مع التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المعقدة في المرحلة الانتقالية القادمة يتطلب تضافر الجهود وتوحيدها، وتعاوناً دولياً بناءً ومستمراً. وأملنا جميعاً يحدونا في أن تتمكن سوريا الحبيبة من الخروج من هذه الدوامة المظلمة، وأن تشهد عودة الأمن والسلام والاستقرار الدائم، حيث ينعم جميع السوريين بحياة كريمة وآمنة ومزدهرة.
لاشك أن زوال هذا النظام كان له وقعٌ عميق على نفوس الجميع، وكأنه حلم طال انتظاره وأخيراً تحقق، إلا أن الطريقة التي سقط بها أثارت سيلاً من التساؤلات العميقة والترقب الحذر لدى قطاع عريض من السوريين والإخوة العرب.
ومن أبرز هذه التساؤلات المحورية:
ما السر وراء اختيار أحمد الشرع تحديداً؟ ولماذا تراجعت أمريكا فجأة عن موقفها السابق ولم تسارع إلى اعتقاله، بل إن قناة C.N.N الأمريكية كانت في طليعة وسائل الإعلام التي أجرت مقابلة مطولة مع الجولاني؟
من أعطى الأوامر الصريحة للجيش السوري بالتنحي جانباً وعدم المقاومة والاستسلام دون قتال؟
ما الأسباب التي دفعت روسيا، الحليف الأوثق لنظام بشار الأسد، إلى سحب قواتها من الأراضي السورية؟
ولماذا أخذت تركيا على عاتقها دوراً محورياً في تسهيل دخول الجولاني إلى سوريا وتقديم الدعم اللوجستي له؟
في عالم السياسة المعقد، تبقى النتائج هي الفيصل، والنتائج جلية وواضحة للعيان:
- تركيا، تحت القيادة الرشيدة لأردوغان، ستجني ثماراً وفيرة من خلال الاستفادة من تدفقات الغاز والاستثمارات القطرية السخية، وتعزيز مواقعها الاستراتيجية على الحدود الشمالية مع سوريا.
- روسيا ستستعيد أراضٍ ذات أهمية حيوية في أوكرانيا وستحافظ على قواعدها العسكرية الراسخة في سوريا.
- إسرائيل حققت هدفاً استراتيجياً يتمثل في إضعاف شوكة المقاومة الفلسطينية واللبنانية وتعزيز قبضتها المحكمة على هضبة الجولان المحتلة.
- أوروبا سوف تستأنف تدفقات الغاز الطبيعي عبر الأراضي السورية.
- الولايات المتحدة الأمريكية ستضع حداً للمشروع الصيني الطموح: طريق الحرير الجديد.
- الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة ترمب ستعمل جاهدة على إحياء اتفاقيات أبراهام.
وتخوفاً من عودة نظام مستبد مماثل للنظام السابق، أو نظام يتبنى نموذج حكم متشدد مستلهم من فكر قمعي إرهابي وامتداده إلى دول عربية أخرى، سارعت الدول العربية الشقيقة يوم السبت الموافق 14 كانون الأول/ديسمبر 2024 إلى عقد اجتماع عاجل في مدينة العقبة الأردنية، لأعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية المعنية بسوريا، والتي تضم في عضويتها كلاً من: الأردن، والمملكة العربية السعودية، وجمهورية العراق، والجمهورية اللبنانية، وجمهورية مصر العربية، والأمين العام لجامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر.
وقد أكد المجتمعون خلال اللقاء، على الأهمية القصوى لدعم عملية انتقالية سلمية شاملة في سوريا، تحتضن جميع القوى السياسية والاجتماعية، بما في ذلك المرأة والشباب والمجتمع المدني، بصورة عادلة ومنصفة، ويجب أن تتم هذه العملية برعاية كريمة من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وفقاً لمبادئ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 وأهدافه وآلياته الواضحة.
كما تم التشديد على ضرورة حشد الجهود وتضافرها لمكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون الوثيق في محاربته، نظراً لأنه يمثل تهديداً وجودياً لسوريا ولأمن المنطقة والعالم بأسره، مما يجعل مواجهته والقضاء عليه أولوية مشتركة لا تحتمل التأخير.
وفي الختام، يبقى القلق الذي يساور السوريين والعرب على مستقبل سوريا بعد سقوط نظام الأسد مبرراً ومفهوماً تماماً. إن التعامل الفعال مع التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المعقدة في المرحلة الانتقالية القادمة يتطلب تضافر الجهود وتوحيدها، وتعاوناً دولياً بناءً ومستمراً. وأملنا جميعاً يحدونا في أن تتمكن سوريا الحبيبة من الخروج من هذه الدوامة المظلمة، وأن تشهد عودة الأمن والسلام والاستقرار الدائم، حيث ينعم جميع السوريين بحياة كريمة وآمنة ومزدهرة.
